معلومات عن استراتيجية الاستجواب
الاستراتيجيات التعليمية المختلفة شهدت عدد كبير من التطور على مدى التاريخ ، حيث أن التفكير في طرائق تعليم جديدة وأكثر فائدة كشف عن الجوانب الإيجابية لبعض الاستراتيجيات وضحد استراتيجيات أخرى أقل فائدة ، ومع ذلك هناك بعض الاستراتيجيات القديمة جدًا التي لا تزال مُستخدمة على نطاق واسع حتى الان ، ومنها استراتيجية الاستجواب .
استراتيجية الاستجواب
هي عبارة عن استراتيجية قديمة تعتمد على الأسئلة الصفية التي يقوم المعلم من خلالها بطرح مجموعة من الأسئلة المتنوعة على الطلاب والحصول على الإجابة منهم بشكل مباشر شفهي أو عبر الأسئلة الكتابية ، وتُعبر هذه الطريقة من طرق التعليم التي لا تزال تعتمد عليها جميع الهيئات والمؤسسات التعليمية حتى المتقدمة منها ؛ فإن الاستجواب يمثل جزءًا من أساليب التعليم المستخدمة بها .
أهمية استراتيجية الاستجواب
على الرغم من الانتقادات الواسعة التي تشهدها الطريقة المعتادة للأسئلة الدراسية وعدم جدواها في تحقيق الفائدة المنشودة للمتعلمين ؛ إلا أنها من جهة أخرى تُعتبر الأساس الذي تُبنى عليه كل الأساليب التعليمية الأخرى ويرى البعض الاخر أنها تحمل عدة نقاط إيجابية [1] ، مثل :
-تُساعد طريقة الاستجواب على إنعاش الذاكرة لدى الطالب ، لأنه يقوم بإعمال عقله والتفكير من أجل الوصول إلى حل صحيح للأسئلة المطروحة عليه .
-نظرًا إلى أن الطالب يقوم بالتفكير جيدًا من أجل الوصول إلى حل للأسئلة ؛ فهي تنمي درجة الفهم لديه وتجعله مُلمًا تمامًا بالمادة العلمية التي يتم تدريسها إليه واختباره بها عبر الأسئلة الاستجوابية .
-تُساعد طريقة الاستجواب الذاتي على تعزيز درجة التواصل اللفظي بين الطالب والمعلم ، وبين الطلاب وبعضهم البعض أيضًا .
-تُساعد على إعمال العقل لدى كل من المعلم والمتعلم ؛ حيث أن المعلم يقوم بوضع الأسئلة في ضوء ترجمة المعلومات الموجودة في ذهنه إلى أسئلة ، كما أن الطالب يقوم بالإجابة عنها في ضوء ما يحمل من معلومات وإدراك للمادة التي قد تعلمها .
-الطريقة الاستجوابية تُساعد في الكشف عن نقاط الضعف والقوة وميول ومهارات واتجاهات الطلاب الفكرية وتُساعد أيضًا على تحديد مستوياتهم الفكرية .
-عبر الأسئلة الاستجوابية ؛ تتم إثارة العقل الفضولي لدى الطالب من أجل التفكير والتحليل لجميع المعطيات الواردة إليه في الأسئلة من أجل الوصول إلى إجابة الأسئلة .
-كما أنها من الطرق المرنة جدًا التي يمكن من خلالها الوصول إلى عدد هائل من الأساليب التعليمية ، حيث أنها تجمع بين الأسئلة المباشرة إلى الطاب والشفوية والأسئلة الخاصة بالأداء العملي إلى جانب الأسئلة الموضوعية والكتابية والمقالية والسريعة والاختيارية وغيرهم من أنواع الأسئلة الأخرى المتعددة .
أنواع أسئلة استراتيجية الاستجواب
أسئلة استراتيجية الاستجواب تنقسم إلى أسئلة ذات مستويات مرتفعة وأخرى ذات مستويات أقل ، كما يلي :
-أسئلة قياس الذاكرة : وهي تشمل أسئلة يتم بها استخدام أسماء الإشارة من أجل اختبار قوة الذاكرة مثل أسئلة (من ، أين ، ما ، ماذا ، متى ، كيف) .
-أسئلة قياس مستوى الفهم : وهي تشمل أسئلة الترجمة والمقارنة والاستنتاج وبما تفسر وأسئلة الاختيار من متعدد أيضًا وأسئلة الصواب والخطأ وغيرهم .
استراتيجية الاستجواب الذاتي
أما استراتيجية الاستجواب الذاتي ؛ فهي تعتمد على أن يقوم المتعلم بنفسه بطرح مجموعة من الأسئلة في ضوء ما قام بقراءته ودراسته ، وعلى سبيل المثال ؛ طرح بعض الأسئلة مثل : ما هو المهم في هذا النص ؟ ما هي الفكرة الأساسية ؟ من هو صاحب النظرية ؟ وهكذا ، حيث يُساعد الاستجواب الذاتي هنا على تعميق فهم الدرس والتفاعل مع النص الذي يتم دراسته والاعتماد على المعرفة السابقة والربط بين ما تعلمه الطالب مسبقًا وما يتعلمه حاليًا وشعور الطالب بالثقة بالنفس وغيرها من الجوانب الإيجابية الأخرى الهامة جدًا والمرتبطة بتطبيق فكرة الاستجواب الذاتي [2] .
مراحل استراتيجية الاستجواب الذاتي
تنقسم استراتيجية الاستجواب الذاتي إلى ثلاثة مراحل أساسية ، وهي تشمل ما يلي :
مرحلة ما قبل التدريس
وبها يقوم المعلم بطرح الموضوع أو النص أو الكتاب المعني بالاستجواب على المتعلمين ، ومن ثم يقوم بتعريفهم على أسس التساؤل والاستجواب الذاتي ، وهو بذلك يقوم بتنشيط الذاكرة لدى الطلاب في ضوء ما درسوه مسبقًا من قواعد ومفاهيم ، ومن الأسئلة التي تتضمنها هذه الفقرة :
- ماذا أفعل ، ولماذا أفعل (بناء نقطة تحديد الهدف) .
- لماذا يُعتبر هذا الأمر هامًا (بناء نقطة الاستفادة من هذا الهدف).
مرحلة التدريس
أما أثناء مرحلة التدريس ، فقد يترك المعلم الطلاب يقومون بطرح الأسئلة بأنفسهم والإجابة عنها ، وقد يُساعدهم من خلال توضيح نوعية الأسئلة المتوافقة مع الموضوع محل الدراسة والنقاش ، مثل :
- ما هي الأسئلة التي يُمكننا طرحها في هذه النقطة .
- ما هي أهم الأفكار الأساسية والدروس المستفادة من كل نقطة .
مرحلة ما بعد التدريس
أما مرحلة ما بعد التدريس ؛ فبها يقوم الطلاب بطرح الأسئلة مرة أخرى والإجابة عنها ، ولكن الأسئلة هنا تكون استنتاجية ، وتطبيقية اكثر ، مثل ما هي فوائد تطبيق محتوى الدرس في الحياة العامة ، وما هي الفوائد العائدة من تطبيقه وهكذا من الأسئلة الأخرى التي تُساعد الطالب على الربط بين ما يتعلمه وبين جوانب الحياة المختلفة سواء الحياة الاجتماعية أو العملية ، وهنا يقوم الطالب بتقييم نفسه بنفسه أيضًا ، من خلال أسئلة ، ما هو مدى فهمي لهذا الدرس ، وهل احتاج إلى دراسة هذا الموضوع مرة أخرى ، وهكذا .
إيجابيات استراتيجية الاستجواب الذاتي
يُفيد التساؤل الذاتي في عدة نقاط إيجابية أخرى ، مثل :
-تجعل الطالب صريحًا مع نفسه ؛ لن هو من يُقيم نفسه ، وبالتالي ؛ إذا كان في حاجة إلى إعادة قراءة الدرس فلن يكون عليه أن يطلب ذلك من المعلم ، بل سوف يكون قادرًا على أن يقوم بمراجعة الدرس مرة أخرى في أي وقت .
-تُساعد الطالب على أن يكون ذو فكر ورأي وقادرًا على أن يبني خطط تعليمية لنفسه بنفسه ، ولا سيما أن هو من يطرح الأسئلة على نفسه ، وبالتالي ح أي سؤال يتبادر إلى ذهنه سوف يجعله يلجأ إلى التفكير والتحليل ؛ حتى يتوصل إلى إجابته ، ومن ثم يكون الطالب ذو قدر أكبر من الفهم والإدراك .
-تُدرب الطالب على أن يقوم بالاستماع إلى اراء الاخرين من زملائه الطلاب ، وسوف يتمكن من مهارة التفكير والاستنتاج عبر حلقات النقاش ، وهذا بالطبع يلعب دورًا محوريًا في بناء شخصية الطالب المتوازنة والقادرة على طرح ارائها دون رهبة ، ومن ثم يكون عنصرًا تفاعليًا وإيجابيًا في المجتمع بعد ذلك .
ورغم وجود عدد كبير من النقاط الإيجابية في استراتيجيات الاستجواب ؛ إلّا أن البعض أنها ليست كافية من أجل تقييم الطلاب ، ولا تُساعد في اكتشاف المهارات الخاصة بالمتعلمين ، وتؤدي أيضًا إلى شعور عدد كبير من الطلاب بالدونية لعدم قدرتهم على مجاراة زملائهم في النقاش أو طرح الاراء أو الإجابة على الأسئلة بوجه عام ، ومع ذلك تلك الاستراتيجيات هي المستخدمة في أكثر من 90 % من المدارس والجامعات حتى الان .
Via المرسال https://www.almrsal.com
تعليقات
إرسال تعليق